أعلنت لجنة الاستخبارات في البرلمان الألماني، الخميس 1 مارس/آذار 2018، أن شبكة المعلوماتية الخاصة بالحكومة تتعرض لهجوم إلكتروني "مستمر"، لكنها لم تؤكد تقريراً صحفياً ذكر أن قراصنة روساً يقفون وراء الهجوم
وقال آرمين شوستر، رئيس اللجنة: "إنه هجوم إلكتروني حقيقي على أجزاء من النظام الحكومي. إنها عملية مستمرة، هجوم مستمر"، مضيفاً أنه لا يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل؛ تجنُّبا لنقل معلومات حساسة للمهاجمين
وقال وزير الداخلية، توماس دو ميزيير، إن عملية القرصنة "هجوم تقني متطور، تم التخطيط له منذ مدة"، مؤكداً السيطرة عليه.
وأضاف أن الهجوم الذي تم باحتراف رفيع المستوى، راقبته الأجهزة الأمنية؛ لمعرفة أسلوبه وأهدافه
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، التي كانت أول من أورد الهجوم الأربعاء 28 فبراير/شباط 2018، عن مصادر أمنية -لم تسمها- أن الجهة التي تقف وراء الهجوم هي -على الأرجح- مجموعة التجسس الإلكتروني الروسية سنيك
وكانت الوكالة قد وجهت أصابع الاتهام، في وقت سابق، إلى مجموعة القراصنة المعروفة بـ"إيه بي تي-28" المتهمة بالهجمات على حملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2016 وعلى النظام المعلوماتي للبرلمان الألماني في 2015
وذكر التقرير أن السلطات الأمنية الألمانية لم تكتشف التجسس الإلكتروني حتى ديسمبر/كانون الأول 2017، بحسب الوكالة الألمانية، التي أضافت أن القراصنة اخترقوا أنظمة وزارتي الخارجية والداخلية
واشتكى كونستانتين فون نوتس، نائب رئيس اللجنة، من أنه "من غير المقبول إطلاقاً" أن يعلم أعضاء هيئة المراقبة عن الهجوم عن طريق وسائل الإعلام
قراصنة روس
حذر مسؤولون أمنيون كبار، مراراً، خلال الحملة الانتخابية في ألمانيا عام 2017، من أن قراصنة روس ربما يسعون للتأثير على الانتخابات أو عرقلتها
وفيما لم يكن لدى السلطات دليل ملموس على ذلك، وُجِّهت أصابع الاتهام في هجوم البرمجيات الخبيثة الذي شل شبكة البوندستاغ عام 2015 أياماً، إلى مجموعة "إيه بي تي-28" المعروفة أيضاً بـ"فانسي بير" أو "سوفاسي"
واستهدف الهجوم 17 غيغابايت من البيانات، التي يخشى المسؤولون من احتمال استخدامها في ابتزاز نواب أو الإساءة إليهم
وفي هجوم منفصل، تلقت العديد من الأحزاب السياسية الألمانية، في سبتمبر/أيلول 2016، رسائل إلكترونية تدَّعي أنها من مقر حلف شمال الأطلسي، تحتوي على رابط يقوم بتنزيل برنامج تجسس على حواسيب الضحايا
وقد تركت الرسائل الإلكترونية تأثيراً على عمليات للحزب، منها شبكة إقليمية لـ"الاتحاد المسيحي الديمقراطي" بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، ومكاتب فيدرالية تابعة للحزب اليساري المتطرف "دي لينكه
ووسط تصاعد وتيرة الهجمات، أنشأت وزارة الدفاع الألمانية عام 2016 قسماً إلكترونياً؛ لتنسيق الرد على الهجمات الإلكترونية
وسعت ميركل لتحضير المواطنين الألمان للتعامل مع الهجمات الإلكترونية، قائلةً إن على الناس "ألا يسمحوا لأنفسهم بأن ينزعجوا" من تلك العمليات المارقة
وقالت: "يجب أن تدركوا أن شيئاً كهذا موجود، وأن تتعلموا التعايش معه
المصدر هاف بوست عربي